الاثنين، 13 يناير 2014

لن أذهب بعيداً

الفصل الأخير
المشهد الأخير,
فالفصول الأولى والمشاهد الأولى لها تأتي لاحقا...نراها هنا في المشهد الأخير من الفصل الأخير ...
الممثلون على منصات الإنتظار ,,,,والأضواء لم تزل معطلة إلاّ مصابيح قليلة ما إن تنظر إليها حتى ترى في أغطيتها غبار أزمنة مرت بحلوها ومرها....وخشبة المسرح لم تك مصنوعة من خشب !!. سُمِيَّت هكذا منذ عهود طويلة ..نعم لم تعد مصنوعة من الخشب ...جاهزة تأتي ..مستوردة هي الآن ....والعاملون ونحن كذلك ليس دائماً يهمنا تصحيح المسميات ..العديد من الأخطاء حتى بالمواصفات تعتمد على تقليد موروث معتاد عليه ...ونستمر ننسخها كما كتبها قبلنا آخرون سبقونا ...الممثلون متلهفون لميقات رفع الستارة .


بدأت ستارة المسرح الكونكريتي بالتحرك بشكل أفقي وببطء لتعلن بداية عرض المسرحية ...صفق الممثلون بحماس كبير ...دخل الجمهور على هيئة موجات متعاقبة متزاحمة متدافعة مما أظهر تشويهاً لمنظر الدخول رآه البعض هكذا ولكن البعض الآخر رأى في اللاإنتظام عفوية مجردة من كل زيف ...جميل أن نرى الوجه الآخر للفوضى ...جميل أن يتحول التشوه لمرآة تعكس مايبعدنا عن ضياع الوقت هباءا ...التدافع وصل لمرحلة النهاية ..تلاشت الضوضاء ...وباتت كل المصابيح المعطلة مضاءة ...ومازال التصفيق مستمراً ...جلس الجمهور ..والممثلون توزعت أجسادهم بإنتظام تم التدريب عليه كثيراً على خشبة المسرح الإسمنتي ..

 هل هناك زمن قد سبق ؟؟؟

صاح نفر من الجمهور ...

أجاب الممثلون جميعا :-- لالا لا لا ...

إيقاع سريع لقرع طبول كبيرة وعلى تموجها وحركة الأضواء السريعة والمتقلبة يصطف الممثلون صفين ...وتنحني رقابهم بحركات مبالغ وفيها الكثير من التصنع المفرط ..

يدخل بربري قصير من نقطة تلاشي الأضواء وسط المسرح يتجه عابراَ صفي الممثلين والجمهور كان قد شكَّل حلقة دائرية يتبع آخرهم أولهم ودوي أصوات بشرية متداخلة ..

يعلو صوت كأنه من عالم آخر خارج سطوة المسرح :- إلى الوراء در....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق